فوجىء اعضاء من مكتب فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية بالجديدة عند زيارتهم للمركب الثقافي عبد الحق القادري في حي المطار بالجديدة من ضخامة هذه البناية التي اقيمت على مساحة شاسعة مما حدا بمكتب الفيدرالية في اجتماعه الاخير اعتبارها احد الانجازات المميزة بالجديدة.. و في حديث مع عبد الرحمان الساخي الاطار المسير لهذا المركب اثناء هذه الزيارة والتي استقبلت فيها الفيدرالية بحفاوة كبيرة استنتجنا ان هذا المشروع هو تطوير لمكتبة بوشريط المجهزة في منزل عائلة السيد القادري المتواجد بشارع الزرقطوني بعاصمة دكالة، والتي كانت تضم مناطق للقراءة ، ومكتبة برفوفها ما يفوق 15000 كتاب وعمل ومخطوطات ، تغطي جميع مجالات المعرفة والعلوم. لذا فإن هذا الإنجاز الجديد حسب السيد الساخي ليس سوى الاستمرارية المنطقية لتلك المكتبة ارادته عائلة القادري مشروعا ثقافيا ضخما يليق بالمرحوم وبعائلته ويليق بمنطقة دكالة ومدينة الجديدة على الخصوص ، هذه المدينة الجامعية العطشى للثقافة والعلم والتي انجبت عمالقة في مختلف المجالات ، على الصعيدين الوطني والدولي. ولان الطموح كان كبيرا فان ما انجز يعتبر تحفة حقيقية تتجه نحو المستقبل وتجمع في هياكلها فضاءات رحبة وغرف قراءة ومسرح ودور سينما ومعارض ومعهد موسيقي وقاعة مؤتمرات. ومكتبة فسيحة وشاسعة بها العديد من الكتب في مختلف المجالات وقاعة للإعلاميات أنيقة ومشرقة حتى يتمكن الزوار من الاستفادة في جو مريح وهادئ .وقد انجزت كل المرافق وجهزت وفق تصور ومعمار عصري وبتجهيزات حديثة على مساحة شاسعة قد يتيه الزائر اول مرة داخلها نظرا لما تحتوي عليه من ردهات ومكاتب وممرات ومصالح وقاعات مختلفة . المشروع على مشارف نهايته فقد انجز اكثر من 95 في المائة منه ولم يبق الا الانتهاء من قاعة السينما وبعض التفاصيل و شرع منذ مدة في تقديم خدمات المكتبة حيث وجدنا بعض التلاميذ والطلبة منهمكين في المطالعة حيث سيتم تدشينه عما قريب عند انتهاء الاشغال .. لقد اختارت عائلة القادري الثقافة لما لاحظته من خصاص على هذا المستوى وهو اختيار ذكي فقد اراد الراحل وعائلته تقديم مدينتهم مركزا ثقافيا سيكون مركز جذب للطلبة والباحثين واهل الفكر والمعرفة والفنون ، لا يسع سكان الجديدة إلا أن ينحنو لهذه المبادرة التي نأمل أن يتم تقليدها من طرف اعيان واثرياء المدينة حيث اعتاد المحسنون ان يعبروا عن سخائهم في بناء المساجد وزخرفتها ، لقد حان الوقت ليحذوا حذو ال القادري ويهتموا ايضا بانجاز اشياء جميلة تعود بنفع الدنيا على الساكنة. ان هذه المعلمة تتطلب من الجميع اعلاميين ومثقفين وفنانين واساتذة وطلبة زيارتها للاطلاع عليها من جهة ومن جهة اخرى للتعريف بها وسط الراي العام الجديدي والوطني شكرا لعائلة القادري على هذا الحس الراقي والمواطنة الصادقة شكرا لهم على انجاز هذه المعلمة الثقافية والعلمية والتربوية. التي لا شك انها ستترك اثرها في الاجيال القادمة وستساهم لا شك في اعادة مجد المدينة الثقافي والفني والفكري. وتحية عالية لكل المجهودات المبذولة من طرف الطاقم المشرف على المركب ولكل من كان لهم الفضل و ساهموا من قريب أو بعيد في بناء هذا الفضاء الراقي والجميل الذي سيكون احد دعامات الثقافة والتربية بمدينة الجديدة.. محمد فتحي